أستاذ جامعي غريب الأطوار ( طرفة حقيقية )

استاذ جامعي غريب الأطوار

أسوق اليكم هذه الطرفة وهي غريبة جدا

وقد لاتدخل الدماغ ولكنها حدثت بالفعل
كان عندنا في الجامعة مدرس يمني لمادة محاسبة التكاليف

وهي من أصعب المواد في قسم المحاسبة

وكان هذا المدرس هو المدرس الوحيد لهذه المادة
وكان هو دكتور فاهم إلا أنه كان مدرسا مزاجيا

ويمارس مهنة التدريس على هواه

وكلك بالنسبة للمواعيد فكان موعد المحاضرة حسب الجدول الساعة
11
وهو لم يكن يأتي إلا الساعة الواحدة
- إلا إذا أراد أن يعمل لنا مقلب -

وكان يجمع الصباحي مع المسائي دائما

وفوق ذلك كان يصنع من الحبة قبة
وأسهل شيء عنده طرد الطلاب من قاعة المحاضرات

والمصيبة أنه كان رئيس قسم المحاسبة والمراجعة

ولم يكن يجرؤ أحد على محاسبته حتى العميد لأنه قديم في
الجامعة
ومسنود من قبل النظام، بل أن بعض الدكاترة
كانوا يخافون منه
ويتحاشون
أن يصطدموا به لأنه بلطجي كما قال لنا أحدهم

وفي إحدى المحاضرات دخل علينا هذا المدرس المزاجي القاعة
بعد أن ظلينا ننتظر وصوله أكثر من ساعتين - كالعادة
-
وكان المدرج ممتلأ للآخر..

فبدأ يدردش معنا ويحكي لنا بعض الموقف

- وكانت هذه عادته في كل محاضرة -

ولما نظر للسبورة وجد كلاما سيئا مكتوبا عليها
لم أعد ذكر ما هو لكنه يبدو أنه فهم أن ذلك الكلام يعرض به
فبدأ الدكتور يسأل عمن كتب هذا الكلام.
فلم يجب أحد، فاستمر يعيد ويزيد في الكلام لأكثر من نصف
ساعة
ومع ذلك لم يعترف أحد
فإذا بالدكتور وبشكل مباغت ومفاجىء ينظر إلى يسار
القاعة
ويقول وهو يشيربيده:
أكيد أن الذي كتب هذه الكتابة، واحد من هذين
الصفين.
هيا براع، قوموا أخرجوا. ( وأشار لهم ناحية الباب )
فطردهم من المدرج بكل بساطة ودون أي مبالاة
وكانوا أكثر من 15طالب
وطبعا لم يكن احد يجرؤ على مراجعته
لأن سلاحي الفصل والرسوب عنده من أقوى الأسلحة

وياويل ياسواد ليل من ركز عليه هذا
الدكتور
والمهم أنه بعد ذلك بدأ المحاضرة وظل مكان أولئك
الطلاب شاغرا .
ثم دار الأسبوع دورته وعدنا لنفس المدرج ودخل علينا
هذا الدكتور
وقبل أن يبدأ في الشرح حدث حادث ما في القاعة
حقيقة لم أنتبه لماهية هذا الحادث حينها ،
فإذا بالدكتور يترك المحاضرة ويحولها إلى جلسة تحقيق
وبعد لحظات فوجئنا به ينظر إلى نفس المكان الذي نظر
إليه في المحاضرة السابقة
واخذ يقول وهو يشير بيده:
- أكيد أن الذي فعل كذا هو واحد من نفس هذين الصفين .
يا الله براع قوموا أخرجوا .
فخرجوا فعلا وبقيت أمكنتهم فاضية
واما الدكتور فقد أضاف قائلا ما معناه:
وهكذا أي شيء يحدث في القاعة سأطرد هذين الصفين.
بعد ذلك وعلى مدى محاضرتين أو ثلاث تالية كانت
القاعة تمتلأ
ويظل ذينك
الصفين فاضيين
ويكون في
طلاب واقفيين ومزحومين
ومع ذلك
لا هم يبادروا بالجلوس عليها
ولا الدكتور يوجهم بذلك.